الجمعة، 28 نوفمبر 2008

طاولة ... وخيط دخان




امشي في طريقي ..
أسير إلى ذاك المكان ...
عبير الذكرى يشدني ....
أريد أن أكون هناك في ذات الموعد ..
نعم .. لم يتبقى سوى ساعة ..
تبسمت ... إنني دوما هكذا ...
مثل الأيام الماضية ..
أخاف أن اتاخر على موعدي ...
استغربت من ذاتي ...
أبدو بنفس هيئتي ..!
على ذات الطريق أسير ...
إلى موعدي أتمنى لو أطير ...
نفس المكان ... نفس الطاولة ... نفس الألحان ...
حول الطاولة كنا نلتقي ...
وتصدح من ذاتنا الهمسات ...
فوق تلك الطاولة تشابكت أيدينا ...
هو يشرب القهوة .. ويتصفح الجريدة .. ويدخن السيجارة ...
ثم يعود فينظر إلي .. ويبتسم ..
فأقول : أما مللت الجريدة ؟!
فيتركها .. ويمسك بيدي
ونعيش لحظات في نظراتنا ...
ونتحدث .. ونتحاور .. ونتناقش ..
ونختلف في الآراء ..
اخبره .. أن الحب لا يعرف معنى للبعد والنسيان ...
وهو يؤكد لي .. أن الحب يصبح ذكرى .. بعد الفراق ..
فاغضب ونتجادل ثم يعود فيبتسم ...
ويقول .. اعشق مواطن الغضب المسكونة داخل عينيك ...
فأقول : لا اعرف طريقا للانهزام ..
كم كانت أيامنا رقيقة ...
اشتقت إليه .. والى جداله ...
تذكرت آخر لقاء جمعنا ...
قال : احبك .... فهل تنتظريني ؟!..
أجبته : طال العمر أو قصر فهو ملك لك وحدك ..
انتظرته وطال الانتظار ..
و لم أمل الذكرى ولا الأيام ..
آه لو تعود تلك اللحظات ...
يبدو انه نسى الحب و ما كان ...
فتحت الباب ودخلت متجهة إلى طاولتنا ..
وقفت مذهولة ..
هل ما أراه حقيقة أم خيال !
نفس الطاولة .. نفس الإنسان ..
استوقفتني طفلة تبيع الأزهار ..
اشتريتها مسرعة ...
ثم عدت انظر إلى ذاك المكان ...
لم أجد سوى .. فنجان قهوة ...
وخيط دخان ....




ليست هناك تعليقات: