الجمعة، 28 نوفمبر 2008

حديقة العشاق



تجولت في حدائق العشاق
احمل بيدي القلم والكراس
أتساءل عن حال المشتاق
اذهب لاستمع إليهم
وأسجل ما تتفوه به هذه الشفاه
تخبرني ...
تسأليني عن الحب
يكفي أن تنظري إلى عيني ... فتقرئي قصتي
انظر والدهشة تحيطني
فتجيب اندهاشي ...
أحيا بذهول ... واغتراب
أنادي أمي .. أبي
وأحادث أختي ... وألقبها بأخي
واكتب على الأوراق .. احبك ... و الخفقات تخنق قلبي
ولساني يهمس .. متى نلتقي ؟؟؟؟
وتردد وعيناها تسبح في عالم ليس عالمي ...
متى نلتقي ؟!!!
وارحل عنها ..
راحلة أنا في حديقة العشاق ..

ممسكة بنفس الكراس
والتقي بآخر
يهمس ... حبيبتي هنا معي
اجلس بجواره حائرة .. ناظرة ...
أين هي ؟!!
ينظر إلي مستغربا من أكون ..
أجيبه .. إنني زائرة الهوى
فيقاطعني .. أرجوك ... اصمتي
فحبيبتي هنا .. أريدها لها مفاجأة
هي لا تعلم بمكاني .. والآن حان وقت اللقاء
انظر إليه مشفقة ..
فيبتسم هو .. نعم هذا جنون الولهان ...
فارحلــــــــــــــــــي
أسير مبتعدة ..
راحلة أنا في حديقة العشاق ..

وأسجل في ذاتي
ذكريات هؤلاء الأشخاص
وفي طريقي التقي ... بعاشقين
أحدهما يرسم على الرمال .. احبك
والأخرى تنظر إليه ... باستحياء
فيخبرها انه لولا هذا الاحمرار لما وقع الآن صريع الوله والأشواق
فارحل عنهما ضاحكة ..
راحلة أنا في حديقة العشاق ..

أسير ناظرة إلى هذه الحديقة
فأجد فتاة تبكي وحيدة
اسير اليها .. أريد أن أواسيها ...
فأسالها .. أين هو حبيبك ؟!!
تنظر إلي عينان دامعة ..
ويجيبني صوت خنقته العبرات .
حبيبي .... مات
وأنا هنا .. مثل كل عام ..
أشعل شموع الحب الذي كان ..
أشاركها صمتها .. وأهرول عنها باكية
راحلة أنا في حديقة العشاق ..

أجد وردة صفراء في طريقي
تجذبني بلونها .. وعطرها ..
انحني لالتقطها ..
وتوقفني صرخات مستنكرة ..
انظر إلى مصدر ذاك الصوت ..
أجده شابا غاضبا ..
تتساءل نفسي .. لم هو هنا بين هؤلاء ؟!
ويجيب علي دونما سؤال ..
لا تلمسي الوردة ......... إنها لحبيبتي الهائمة
أهدتني إياها .. لأنني أشبعت عمرها غيرة وعذاب
ويبكي بالآلام الحرمان
كيف لا أغار .. وأنا أهوى النسيم الذي يتخلل خصلاتها السوداء ؟!
ارحل عنه حزينة لحاله ..
راحلة أنا في حديقة العشاق ..

تستوقفني جموع متحلقة ..
يدفعني الفضول فأسير نحوهم ..
لم هم متحلقون ..
وجدت إحداهن لي تبتسم ..
وتحمل بيدها أنواع من الورود ..
تمنيت إحداها .. سألتها .. ما هناك ..؟!
فيجيبني آخر ..
إننا نستقبل من جاءا .. لينضما إلينا ..
انظري .. ما اجملهما ..
ما اروعهما .. إنهما عاشقان ...
شفاهما تهمس بأحلى العبارات ..
و اليوم .. اجتمعا أمام الآلاف ..
بلا خوف .. ولا أحزان ..
فأهم بالرحيل ..
فيوقفني صوت رقيق ..
انظر .. لأجد العاشقة السعيدة ..
تهديني .. وردة بيضاء ..
وردة تحمل الآلاف القصص والأفراح ..
تهمس ..
إنها مثل قلبك .. بيضاء ..
وتودعني .. سنلتقي ونحتفي بك في ذاك اللقاء ...
أسير عنهم مبتعدة ... باسمة ...
ولسان حالي يقول ..
ما أنا إلا راحلة في حديقة الأحباب ..

راحلة عن دروب الأيام ..
اخفي القلم .. الذي سجل مئات الذكريات ..
وادفن ذات الكراس .. في نفس حديقة العشاق ..
حاملة معي وردة النقاء ..
هامسة ..
لست أنا من تشتاق ..
واصطدم في طريقي ..
بشخص .. يكاد يكون مرآتي ..
ينظر إلي مستغربا ..
ويهمس ..
أنا أيضا لن اشتاق ..
ونسير معا ..
يدي تحتمي بكفيه ..
وقلبي يخفق خائفا ..
وعيني تنظر إلى ذاك الاجتماع ..
هل غدا سيحتفلون بقدومي ممسكة بيديه بدلا من الكراس ..؟!!
فينظر إلي .. وتبتسم عيناه ..
لقد طال بنا الانتظار ..
وآن لنا الأوان أن نشتاق ..
ونسكن حديقة العشاق ...

ليست هناك تعليقات: