الاثنين، 9 مارس 2009

يوميات .. أنثى عاشقة ( 2 )


( 8 )

يخفق قلبي بشدة ..
و تئن أضلعي من الألم ..
اتسائل ..
هل آنت تذكرني ؟ ..




( 9 )

اليوم ..
بعدما رحل .. ما رحل من الأيام ..
و انتهى .. ما انتهى من الألم و الحسرات ..
أراني افتح صندوق ملابسي ..
و تقع عيناي على قميص ارتديته في أول لقاء جمعنا ..
رايتك تتسلل من خيوطه ..
و رائحة عشقك تنبعث خلاله ..
اقبله ...
كأنني اقبل يديك ..
كأنني اقبل كتفك التي صادمتها كتفي خطأ ..
أرى صورتك خلال نقشات ردائي ..
تبتسم ..
ما أروع هذه اللحظة ..
لم نكن وحدنا ..
و لكننا .. ملكنا الدنيا في لحظات ..
عيناك ..
آه منها ..
تلك العينان الحبيبتان .. غمرتني ..
أسرتني ..
و أخبرتك بعدها ..
كم أحب عينيك ..
كأني قضيت عمري كله ..
انظر إلى محراب مقلتيك ..
كنت حنونا ..
كنت شفوقا ..
كنت طفلا يلهو في حجرات فؤادي ..
و اليوم ..
أرى ذاك البريء اللاهي .. كبر
و تمرد على قلبي الصغير الحاني ..
ما اتخذت سواك ابنا ..
و لا بحثت عن قصر سوى حضنك ..
كم كنا .. عاشقين ..
تظللنا الأحلام ..
و تصادقنا بالأمنيات ..
كنت حارس ليلي الحزين ..
و كنت لآهاتي دوائي الوحيد ..
لم تدري بعمق أحزاني ..
يا صغيري ..
أخبرتني يوما ..
بأنك كالمسافر الغريب .. تتجول في أسفارك ..
تتسكع في حجرات الغربة ..
ولكنك حتما تعود لديارك ..
و كنت أنا ديارك ..
و كان نبضي .. مهدك ..
و صوتي موسيقى أيامك ..
و عشقي .. صلاة أحلامك ..
أينك اليوم يا مالك فؤادي ..
طالت غيبتك ..
اشتاقت عيناي لرؤيتك ..
و اشتقت كلي لحنانك ..
يكفي ابتعاد يا حبيبي ..
و يكفي الأرض .. ما نلته من جفاءك ..
عد يا طفلي ..
إلى بيت سعادتك .. وأمنياتك ..


( 10 )

اقترب العيد يا حبيبي ..
و ازداد الفراق بيننا ..
استقبلك بالعفو و الغفران يا طبيبي ..
كيف كنت طبيبي .. و الآن آنت الجاني ..
ستبقى دوما .. حبيبي ..
اشتقت إليك ..
اقسم بالله ..
اشتقت إلى عشقك الذي غمر أيامي ..
اشتقت للامان بجوارك ..
و اشتقت أن أسجل على شاشة هاتفك ..
صباحك خير .. يا أحلى عباراتي ..
اشتقت لحديثي مع الشمس عن ولهك الحاني ..
اشتقت أبادل القمر بمزاحك .. وهمساتك ..
اشتقت أضم وسادتي .. و هي تجسد صوتك الهادي ..
اشتقت لشفاهك تنطق اسمي ..
و اشتقت لعينيك يا غالي .. كم اعشق حنانك ..
و أتلذذ بحبك الساكن ديار فؤادي ..
اشتقت و اشتقت و اشتقت ..
كلنا اشتقنا يا حبيبي ..
أما حان لنبضي أن تشتاق ؟...
( 11 )

تتساءل ..
ماذا تفعلين في ذاك المقهى ..
أريد أن اعرف سر الجلوس وسط جدرانه ..
تقضين ساعات بين أركانه وحدك .. بربك خبريني .. ماذا تفعلين ؟
تتعجب !
لا تستغرب يا صديقي ..
فانا اجلس هناك .. مع طيفك ..
عشقك يسليني ..
اكتب إليك رسائل الوله و الغرام و الغضب و الخصام ..
و ألقن الكراسي و الطاولات دروس عشقك ..
و اسرح بخيالي و أسافر .. إلى جنة العشاق ..
يغمرني الحنين لصوتك ..
و تهزني الأشواق إلى جنونك ..
اخبر الهواء الساكن هناك .. عن لذة أنفاسك التي أذابتني بالغرام ..
أخبرك عني .. و أخبرك عنك ..
و أشكو لوالدتك بعض أفعالك .. و اروي لوالدتي حكاياتك ..
و ابحث عن قصائدك .. و ابحث بداخلها عن نفسي ..
أتوه في دنيا الهذيان ..
و لا يرشدني الطريق إلا .. لك أنت ..
ابعد هذا تعود لتسألني ..
في ذاك المقهى الوحيد ماذا تفعلين ؟

( 12 )

أطلقوا علي ألقابا عديدة ..
عاشقة في المقهى ..
مغناجة العائلات ..
وردة الرومانسية ..
سندريلا الصديقات ..
زهرة البراءة ..
بيضاء الوجدان ..
و لم يعلموا بأنني أفضل دوما ..
جنتـــي
على جميع الألقاب



( 13 )

عامان ..
تفجرت براكين الشوق بعروقي ..
و تفوق العشق في محجري ..
و تلذذ الحب بآهاتي ..
عامان ..
سجلت رسائل نزار معاناتي ..
الحب و الأشواق و الألم ..
بعثروا ما بقي من وقاري
( 14 )

في المقهى ..
جميع النوادل يدورون ..
عشاق يتحابون ..
أزواجا يتخاصمون ..
كبار السن يتناقشون ..
نسوة متشحات بالسواد يتغامزن ..
طفلان صغيران مع طفلة يركضون ..
و في زاوية من ذاك المقهى الأزرق ..
تجلس امرأة ..
يفضح العشق عينيها ..
يسكن الشوق ملامحها ..
يخرج الحب من قدحها ..
يحترق بنار الغرام و الوله سيجارها ..
تسافر عن دنيا العالم المبعوث ..
و تغيب في كوكب الأحلام ..
سارحة بالعشق أناملها ..
تتجاذبها أضواء تخرج من كأسها ..
تغيبها عن الزمان ...
إلى عالم فارسها ..
الجميع عنها مشغولون ..
كتاب يحملها .. و موسيقى اشتياق تطربها ..
عرفت من هي ؟
إنها عاشقة في المقهى ..
جنتك ..




ليست هناك تعليقات: